Powered by

يمكن أن يكون تشخيص الإصابة بالسرطان حدثاً يغير من حياة الإنسان تغييرا جذريا. إن محاولة فهم أفضل السبل للسيطرة على هذا المرض قد تكون تجربة محيرة حيث يقدم لنا الإنترنت الكثير من المعلومات المتضاربة مما يرهق معظم المرضى بمعلومات غير ضرورية. ما هو العلاج الذي يجب أن أقوم به؟ ما الطعام الذي يجب أن أتناوله؟ هل ينبغي أن أبحث في العلاجات البديلة؟ من المهم أن نسعى إلى الحصول على المشورة المهنية من الأطباء وأخصائيي التغذية والمعالجين الطبيعيين حيث يمكنهم مساعدتنا في تنظيم كل المعلومات المقدمة إلينا وتوجيهنا خلال عملية البحث. من خلال عملي كأخصائية تغذية مع مرضى السرطان اكتشفت أن أكثر الأنظمة الغذائية فعالية حتى الآن هو نظام الكيتو الغذائي فقد أثبت من خلال العلم والدراسات وكذلك الممارسات أن نظام الكيتو يساعد في إبطاء نمو الأورام في العديد من أنواع السرطان.

نظام الكيتو الغذائي هو نظام غذائي عالي الدسم والبروتين ويمنع استهلاك الكربوهيدرات. الكربوهيدرات عادة ما تمثل 2 ٪ أو أقل من الكمية اليومية المستهلكة من الطعام. وهذا من شأنه أن يدفع أجسامنا إلى الدخول في عملية الكيتوزية، حيث يستخدم الجسم الدهون كوقود بدلاً من الجلوكوز من الكربوهيدرات. كيف يؤثر هذا على السرطان؟ ببساطة، أظهرت دراسات عديدة أن السرطان يتغذى على الكربوهيدرات من أجل النمو، ومن خلال إزالة مصدر الغذاء هذا من النظام الغذائي للمريض، فإن السرطان يواجه صعوبة في البقاء على قيد الحياة. بل إن مسار النمو في هذا المسار الأيضي ينقطع، وبالتالي يصبح نمو الورم صعباً. إن الخلايا الصحية لدينا قادرة على استخدام الكيتونات في جسمنا كوقود للنمو ولكن الخلايا السرطانية تعاني من هذا الأمر. ويمكن أن يكون النظام الغذائي له تأثير على بعض أنواع السرطان أكثر من غيرها. فقد أثبت فعالية هذا النظام على أنواع الأورام الأرومية العصبية وكذلك سرطان الثدي والبروستاتا والكبد والقولون والمعدة والرئة. وقد أثبتت دراسات أخرى أن نظام الكيتو الغذائي يساعد في حماية الخلايا الصحية من تأثير العلاج الكيميائي والإشعاعي، وهذا يعني أن أغلب المرضى الذين يتلقون العلاج التقليدي سوف يستفيدون من هذا النظام الغذائي. إن الآثار الجانبية لنظام الكيتو على المرضى قليلة جدا وعادة ما يعاني المرضى من بعض الإمساك أو الشعور بالإجهاد في البداية فقط.

إن نظام الكيتو الغذائي يمكن أن يكون مقيداً جداً ولذلك يقلق الكثيرون من قلة التنوع في طعامهم ولهذا السبب، من المفيد أن تلتقي بمتخصص لإرشادك لتعرف المسموحات والممنوعات في هذا النظام.

إن إلغاء الكربوهيدرات من النظام الغذائي للمريض قد يكون شائكاً للغاية، حيث أن السكر مسبب للإدمان إلى أقصى حد وقد يؤدي إلى رغبة شديدة في الحصول على السكر. يجب على الشخص الذي يتناول نظام الكيتو الغذائي أن يمتنع عن معظم الفواكه، بالإضافة إلى الخبز والمكرونة والأرز ويستبدل هذه الكربوهيدرات ب يضيف بزيادة البروتين والدهون مثل المكسرات واللحوم والزيوت. هناك العديد من كتب الطهي والأدلة المتاحة حول ما يجب طهيه وكيفية طهيه لجعله شهيا. بعد الشعور بالرغبة الشديدة في تناول السكر في البداية، سيلاحظ المرضى أن هذا الشعور يتلاشى بمرور الوقت. يمكنك اختبار ما إن كان جسمك قد وصل لمرحلة الكيتوزية عن طريق اختبار الدم أو أشرطة الكيتون المتاحة في متاجر الطعام الصحي أو من خلال الإنترنت. وبمجرد أن تكون النتيجة إيجابية يمكنك التأكد أن جسمك يستخدم الكيتونات كوقود، وأن إمدادات وقود السرطان أصبحت معرضة للخطر. يجب أن تتراوح نسبة الكيتوزية بين 1.5 و3.0 m/mol للحصول على نتائج مثالية.

“إن نظام الكيتو الغذائي ليس مفهوما جديدا أو مجرد صيحة جديدة في أنظمة الغذائية فهذا النوع من الأنظمة الغذائية موجود منذ أكثر من 80 عاما وتم اكتشافه لأول مرة كوسيلة لتخفيف أعراض الصرع. ومع تطور العالم، ظهرت أدوية تساعد على تخفيف الصرع فاختفى هذا النوع من الغذاء. ثم عاد إلى الظهور كصيحة جديدة في تسعينيات القرن العشرين، وكان هذه المرة يسمى بنظام أتكينز الغذائي. اتبعه العديد من الأشخاص الذين كانوا يدمنون الكربوهيدرات وامتنعوا عنها تماماً، وبالتالي أصبحوا أكثر صحة وقوة. لسوء الحظّ ، هذا النظام الغذائي مقيد جدًا ويسبب رغبة قوية في تناول السكر، لذلك لا يستطيع الكثيرون الامتناع عن الكربوهيدرات لفترات طويلة.أما في الآونة الأخيرة، أعيد تقديم نظام أتكينز الغذائي إلى العالم الذي أصبح مهووسًا بالطعام الصحي باسم نظام الكيتو. وقد سارع العديد من الناس باتباعه وشاهدوا نتائج رائعة. كنظام غذائي لفقدان الوزن قد يكون من الصعب الالتزام بنظام الكيتو لأنه مقيد ويصعب الاستمرار في اتباعه، كما أنه لا يسمح بالتنوع في الطعام. ولكن عندما يثبت طبيًا أنه يساعد في مكافحة مرض السرطان، فمن الأهمية بمكان أن نلتفت له، وخاصة إذا كان بوسعه أن يساعد في عكس معدل نمو السرطان.

المراجع:
https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S2212877819304272
https://link.springer.com/article/10.1186/1743-7075-8-54
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5842847/

Categoryالتغذية